فتـاوى طب وإعلام وقضايا معاصرة
لن أحصل على الدكتوراه إلا بعد تقديم الخمور في حفلة فما العمل؟
السؤال: ما حكم دراسة المرأة في الخارج علماً بأنني متزوجة ولدي الحمد لله أطفال صغار وزوجي يدرس هو الآخر في نفس البلد, ولكنها بلد غير إسلامية وهناك الكثير من المعاصي التي ترتكب على أرضها, ولكنني الحمد لله أعمل جاهدة على الالتزام بتعاليم ديني والالتزام بالزي الشرعي, بأن يكون لبسي فضفاض, وحجابي طويل مما يجعل بعضهم ينظرون إليَّ بنظرة غير مرضية, ولكنني احتسب أجري عند الله. المشكلة تكمن في أن هناك أشخاص سامحهم الله تهاونوا في دينهم, ولم يؤدوا فروضهم حتى أنهم لكي يحصلوا على النجاح والشهادات بدئوا يدفعون إليهم رشاوى على اعتبار أنها هدايا, ويقدمون لهم الخمور ليكسبوا ودهم, حتى أصبحت هذه قاعدة على الجميع الالتزام بها, وإذا تكلمت يقولون لابد من ذلك. وفى مناقشة الرسالة لابد من حفلة تقدم فيها الخمور, ويقولون نحن مضطرون وإني أخاف أن تكون دراستي هنا رزق من الله عز وجل أرده, فكأنني رددته عليه عز وجل. وزوجي يقول لي لعل وعسى أن يكون تواجدك هنا وحفاظك على تعاليم دينك سبباً في تصحيح هذه الصورة السيئة, آسفة على الإطالة وأرجوا الإفادة, جزآكم الله خيرا كثيراً.
المفتي: الدكتور / عبد الآخر حماد
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد,,
فإنه لا بأس من حيث الأصل في دراسة المرأة في بلاد الإسلام أو غيرها، لكن يشترط في ذلك ألا ترتكب المسلمة أي مخالفة شرعية.
فإذا كانت لا تستطيع أن تواصل دراستها إلا بتخليها عن الحجاب مثلاً, فلا يجوز لها أن تستمر في دراستها, ومثل ذلك ما أشارت إليه الأخت السائلة من أنه لابد من إقامة حفلة تقام فيها الخمور عند مناقشة الرسالة, فإن ذلك لا يجوز, وحرمته مما هو معلوم من دين الإسلام بالضرورة.
وأما قولهم إنهم مضطرون لذلك فهذا غير صحيح, لأن مجرد حصول المسلمة على شهادة علمية لا يعد ضرورة تبيح ارتكاب مثل هذه الكبائر.
وأما قول الزوج: لعل تواجدك في هذا المكان أن يكون سبباً في تصحيح الصورة السيئة عن المسلمين.
فنقول: نعم, بشرط ألا تقعي في مخالفة شرع الله.
أما إذا كان ثمن تصحيح الصورة أن يخالف المرء دينه فلا حاجة بنا إلى هذا التصحيح, والقاعدة في مثل هذه الحالة أن "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح", والله تعالى أعلم.