أعزائى أعلموا أن أول صفة ايمانية فى الموحدين المؤمنين هى الايمان بالغيب كما جاء فى صدر سورة البقرة والايمان بالغيب له أصول وضوابط عقائدية تستند الى النص القراّنى الوضح القطعى الدلالة دون تأويل أو تعطيل أو تفسير أعتسافى لأن هذه الامور التى أخبرنا بها المولى تبارك أسمه وصفها وصفا قطعيا بأنها (غيب) ومن ثم لا تخضع للتصورات الوضعية والتأويلات التى يحاول بها أصحابها تحريكها من خانة الغيب الذى لا يعلمه الا الله الذى أمرنا بالايمان به والتصديق بكل ما اخبرنا وأعلمنا به دون تحكمات عقلية تريد ازالة صفة الغيب عنها واخضاعها للتصورات العقلية ولو صح هذا لانتفت عنها صفة الغيبية وصار من أمور عالم الشهادة الذى يقابل عالم الغيب ولعلك تلاحظ أن الحق سبحانه لم يقل (الذين يؤمنون بالشهادة) لماذا؟ لأن الايمان بالمشهود تحصيل حاصل وليس بحاجة للايمان لأنه يقع تحت دائرة الحواس أما الغيب فعكس ذلك وليس بأستطاعة المرء أن يتصور الامور الغيبية تصورا صحيحا ومطابقا لما هو فى علم الله بل ولا يقدر على ذرة واحدة من ذلك والا لتمكن اصحاب التصورات الخرافية والاسطورية تقديم فكرة او صورة عما غاب عن البشر من أمور عالم الملكوت مطابقة وصحيحة لما هنالك ولذلك نجد أن الله قد حسم مادة هذا الامر باّيات كثيرة (قل لا يعلم الغيب الا الله ) و(ولايحيطون بشىء من علمه الا بما شاء )وغيرها من الايات البينات ومن ثم فأى حديث عن الامور الغيبية سواء ما يتعلق منها بالمستقبل أو بعالم الملكوت او العالم الاخر لايستند الى نصوص صريحة وقطعية وثابتة الدلالة من القراّن العظيم أومما صح عن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم فأضرب به عرض الحائط ولا تبالى به وأنت مطمئن لاننا نبنى عقائدنا وأساسها الاصلى (الغيب) على ما وردفى كتاب لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وعلى البيان النبوى الصحيح الصريح وبذلك نعصم انفسنا وعقائدنا من الزيغ والبهتان والقول على الله بغير علم أو نسقط فى احابيل الخرافات والترهات الوضعية التى لا تصح سندا ولا متنا.والسلام.