تقدمت تكنولوجيا صناعة المياه لغرض تقديم افضل الحلول الى الانسان وتعد صناعة المياه الممغنطة من انجع الحلول في الزراعة والبيئة والصحة حيث يعد الاهتمام بالموارد المائية امراً حيوياً لتغطية وتأمين متطلبات الاستخدامات المدنية والزراعية والصناعية
ويشكل الماء العنصر الرئيس للكائنات الحية بعد الاوكسجين حيث يكون اكثر المركبات الكيمياوية الموجودة في الكائنات الحية ويكون نحو70 ـ 95 بالمئة من الوزن الكلي لمختلف الخلايا ويتخلل اجزاء كل خلية ونظراً للانفجار السكاني في دول العالم تعرضت المياه الى الكثير من الملوثات التي افقدتها الصفات الاساسية التي خلقها الله عليها وتبعاً لذلك فان عودة المياه بطبيعتها تحتاج الى معالجة، ومازالت دول العالم تستخدم الطرق التقليدية في معالجة المياه اضافة الى استخدام الطرق الحديثة التي تفقد المياه العناصر الاساسية ومنها طريقة (التناضح المعكوس) الفلتر الذي يعدغير صحي كونه يفقد المياه العناصر الاساسية اضافة الى طريقة (الديلزه) وتتعدد فيها مراحل الانجاز وعليه فقد التقينا الدكتور خالد عباس رشيد مدير مركز بحوث ودراسات المياه في دائرة تكنولوجيا معالجة المياه في وزارة العلوم والتكنولوجيا حيث قال: ـ
ـ وجدت دائرة تكنولوجيا معالجة المياه احدى التقنيات المستخدمة بشكل مكثف في بعض دول العالم لاجل ارجاع المياه الى حالتها الطبيعية وذلك باستخدام المواد الممغنطة للمياه ومن خلال ذلك المنجز في العديد من المشاريع البحثية والاستشارية لتطوير هذا الخط لايصال العراق الى امتلاك هذه الثقافة اسوة بالدول الاخرى كجمهورية مصر العربية والسودان حيث تعتبر هاتين الدولتين من الدول المتقدمة في العالم في التجارب المختبرية والحقلية وعلى مستوى واسع في التطبيق وكذلك دولة الامارات العربية المتحدة المتقدمة في انتاج الاجهزة المغناطيسية وتصديرها الى دول العالم وحالياً تطبق هذه الثقافة في اكثر من (16) دولة منها الهند وباكستان وبلجيكا وغيرها من الدول كذلك فان الولايات المتحدة الاميركية تقدمت هي الاخرى بتصنيعها للاجهزة المغناطيسية المختلفة وتستخدم معظمها في الصحة .
التدفق المغناطيسي
ماهي الطاقة المغناطيسية؟
ـ هي احدى انواع الطاقة الموجودة في الكون وان الارض محاطة بمجال مغناطيسي يؤثر على كل شيء بدرجات متفاوتة ويشير مصطلح المجال المغناطيسي الى الحيز الذي تشغله قوة مغناطيسية مؤثرة ويمكن تمثيله بخطوط وهمية تسمى خطوط التدفق المغناطيسي ويطلق على هذه الخطوط المغناطيسية العمودية على وحدة المساحة بكثافة الفيض المغناطيسي او شدة التدفق المغناطيسي ويسمى كل خط في النظام العالمي (بالويبر) ويؤكد العلماء ان خلال الالف سنة الاخيرة فقدت الارض 50بالمائة من قوتها المغناطيسية وتعتبر هذه الطاقة مهمة جداً للحياة على الارض بالنسبة للكائنات الحية تمنع وصول الاشعة الكونية المهلكة الى الارض كما تلعب دوراً في الوظائف الحيوية للكائنات الحية كافة ويقول بعض العلماء انه لسوء الحظ فان طريقة الحياة المعاصرة تدفعنا لعزل انفسنا عن المجال المغناطيسي الارضي فنعمل ونعيش في بيوت اسمنتية مبطنة بالحديد الصلب ونركب سيارات عجلاتها من مطاط هذه كلها عوامل عازلة تمنع اجسامنا من امتصاص الطاقة المغناطيسية اللازمة لها كذلك ان التقدم التقي الحاصل يدفعنا للتعايش مع نوع من التيار الكهربائي المتردد مثل الراديو والاجهزة الالكترونية المختلفة اضافة الى الكمبيوتر والتلفزيون وكلها اجهزة تمنعنا من استخدام الطاقة المغناطيسية الطبيعية.
تاثيرات ايجابية
*ماهو مفهوم المياه المغناطيسية. وما تفسيرها العلمي؟
ـ حسب مايفهمه الانسان فان الماء مكون من ذرات هيدروجين واوكسجين وجزيء الماء في غاية البساطة وجزيئاته ترتبط ببعضها بروابط هيدروجينية وقد تكون هذه الروابط ثنائية او متعددة فقد تصل الى عشرات الروابط وعند وضع جزئيات الماء داخل مجال مغناطيسي فان الروابط الهيدروجينية بين الجزيئات اما تتغير او تتفكك وهذا التفكك يعمل على امتصاص الطاقة ويقلل من مستوى اتحاد اجزاء الماء ويزيد من قابلية التحليل الكهربائي ويؤثر على تحلل البلورات وعلمياً لايوجد خلاف على ما اذا كانت المعالجة المغناطيسية فعاله ام لا في تحسين خواص الماء، والجدل الحقيقي والوحيد يتركز بشأن تسرح هذه الظاهرة او النظرية بطريقة صحيحة والتغيرات التي تحدث للمياه نفسها حينما توضع تحت مجالات مغناطيسية معينة فقد وجد ان الحقل المغناطيسي قدرة (1000 وحده) مغناطيسية تزيد سعة امتصاصه للايونات بالتبادل بحوال 5 ـ 8 بالمئة بينما قدرة (3000 وحده) تزيد هذه النسبة الى مايتراوح بين 19 الى 26 بالمئة وعلى ضوء هذه الخلفية انطلق العديد من العلماء في القول بانه من الممكن انتاج العديد من التاثيرات الايجابية فيما لو تم تعريض الماء لمجال مغناطيسي بشده معينة ومن ثم التأثير في خواص هذا الماء واعتباره ماءاً ممغنطاً او ماءاً مغناطيسياً كما هو معروف حالياً ومن هنا بدأت سلسلة الابحاث المتنوعة التي اختبرت الفوائد العلاجية والتصنيعية للماء الممغنط او المغناطيسي .
مكيف خواص الماء
كيف نحصل على المياه المغناطيسية تكنولوجيا؟
ـ عند مرور الماء خلال مجال مغناطيسي فان عددا من خواص الماء سوف تتغير كالتوصيل الكهربائي والشد السطحي اعتماداً على الشدة المغناطيسية المستعملة علاوة على زيادة نسبة الاوكسجين الذائب في الماء بنسبة 10 بالمئة فضلاً عن تغيير سرعة التفاعلات الكيميائية واذابة الاملاح وان عملية ممغنطة الماء بوساطة مكيف خواص الماء ذي التقنية المغناطيسية تعمل على استقطاب جزيئات الماء مع بعضها البعض كما تعمل على اعادة ترتيب جزيئات الماء ذات التوزيع العشوائي وتزيل الروائح غير المرغوبة في الماء كروائح الكبريت والكلور.
المياه الميتة وسائل الحياة
ما الفائدة المرجوة من المياه الممغنطة؟
ـ تكمن الفائدة من مغنطة الماء الذي نشربه او الذي نستخدمه خلال يومنا العادي يومياً يعتبر فاقداً لكثير من خواصه بسبب عمليات التحلية او التلوث البيئي والذي يعرف كذلك (بالماء الميت) بسبب تعرضه اثناء عملية التحلية الى التكثيف وضغط الهواء العالي واضافة الكثير من المواد المعقمة التي تفقده الكثير من خواصه الحيوية لذلك فان عملية ممغنطة المياه تعمل على اعادة احيائه وتغذيته وللكثير من الخواص المفقودة اذ ان عملية الممغنطة تعيد تنظيم شحنات الماء بشكل صحيح في الوقت الذي يكون فيه شكل هذه الشحنات عشوائياً في الماء الحالي وعندما يمرر بالمجال المغناطيسي فان ايونات الهيدروجين والمعادن الثقيلة القابلة للذوبان سوف تشحن وهذه الشحنة تسبب فصلاً مؤقتاً لجزيئات الماء ثم تعيد تحسين طعم الماء وهناك الكثير من الفوائد منها يعمل الماء الممغنط على تقليل الحموضة وعسرة الهضم والصفراء (المادة التي يفرزها الكبد) وتساعد على تنظيم حركة الامعاء الطاردة لكل المواد السامة كما يوصف الماء الممغنط للاشخاص الذين يعانون من وجود الحصى في الادرار ويعمل الماء الممغنط على خفض ضغط الدم ومعالجته للاضطرابات العصبية ويساعد على ازالة الشحوم او المواد الدهنية المتجمعة في جدران الشرايين اضافة الى تنظيم الدورة الدموية ويعتبر فعالاً جداً لعلاج حالات الربو والبرد والتهاب الرئة والسعال وبعض انواع الحمى ويستخدم علاجاً خارجياً للاورام والام العين وبقع الاكزما وتتسبب الطاقة المغناطيسية الممتصة في تحفيز الاوعية الدموية وتمددها من ثم تزداد وتتحسن الدورة الدموية ما يؤدي الى زيادة تدفق الغذاء المتمثل في الطعام والاوكسجين الى كل الخلايا فتساعد على التخلص من السموم بشكل افضل واكثر كفاءة من ثم تعادل المحتوى الهيدروجيني لخلايا وانسجة الجسم فتساعد هذه البيئة المتوازنة على تحسين اداء وظائف الجسم ومن ثم يشفي الجسم نفسه بنفسه ومن فوائد المياه المغناطيسية زيادة قدرة هيموكلوبين الدم على امتصاص الجزيئات والاوكسجين مما يزيد من مستوى الطاقة في الجسم ويعمل هذا على تقليل نسبة الكوليسترول في الدم وازلته من على جدران الاوعية الدموية مما يؤدي الى تقليل ضغط الدم المرتفع الى المعدل المناسب كما تعمل المياه الممغنطة على تغير تحرك ايونات الكالسيوم بحيث يزداد في مناطق كسور العظام لتساعد على سرعة التآمها او تقلل في مناطق المفاصل لعلاج الالتهابات التي تصيبها كما تمكن علماء المغناطيسية الاميركان من ايجاد علاج لمرض (باركنسون) وهو من الامراض الشهيرة التي تصيب المفاصل وذلك من خلال تمرير تيارات كهرومغناطيسية خفيفة جداً على المريض فاكتشفوا ان الاصابة بهذا الداء تزول بنسبة 95 بالمائة مما يؤكد ان العلاج بالتقنيات المغناطيسية يسير بالاتجاه الصحيح كما ان هناك فوائد لاستخدام المعالجة المغناطيسية للماء ومنها توفير الماء نفسه وتزيل الصدأاضافة الى تقليل التكاليف والى الدور الذي تلعبه في تقليل الاخطار واستعمال المطهرات الكيمياوية الهايبوكلورات الصوديوم المستخدمة في معالجة ماء الاحواض كما ويقلل الماء الممغنط مدى التلوث في احواض السباحة وبالنسبة للبكتريا والطحالب فانها تحصل على غذائها عبر غشاء الخلية نفسه اذ تمتص كمية كبيرة من المياه خلاله فالماء الممغنط يعمل على انحلال ايونات النشأ الخلوي مما يؤدي الى دخوله وبكميات كبيرة بالتالي سوف تنفجر بسبب الانتفاخ ثم تموت هذه الخلايا وبالتالي يساعد ذلك على قتلها.
منظومات محتكرة
هل عملتم على اجراء التطبيق العملي لها؟
ـ تمكن فريق بحثي من مركز بحوث المياه بالبدء في مشروع واحد للتقنيات المغناطيسية تضمن منع تكوين التكلسات في السخانات الكهربائية والمراجل البخارية والذي حقق نتائج مبهرة اثناء التطبيق بلغت كفاءة المنع فيها حدود 95 بالمئة ونتيجة لذلك تم التخطيط لمشروع يعني تقنيات المجال المغناطيسي على جميع الاصعدة وذلك بالاتفاق والمشاورة مع جهات ساندة اخرى في داخل وزارة العلوم والتكنولوجيا وخارجها شملت هذه التطبيقات تصنيع منظومات توليد المجال المغناطيسي والتي كانت صناعتها حكراً على بعض دول العالم التي احتكرت تلك الصناعة ورأت عدم امكانية صناعتها في دول اخرى كما حذا البعض من الباحثين على استيراد تلك المنظومات المغناطيسية الدائمية في تلك الدول وذلك لعدم توفر المعادن الخاصة بها، لقد تم البدء بتصنيع تلك المنظومات لغرض التطبيق الزراعي منذ بداية العام (2003) واجراء تجارب لتثبيت الظروف المثلى للعمل واثبتت المنظومة الاولى قدرتها عند اجراء بعض التجارب الزراعية (على الطيور الداجنة وزراعة الذرة الصفراء) فعاليتها في رفع الانتاج بحدود 10 بالمئة كمعدل عام من الزيادة الوزنية الكلية وفي مجال زراعة الذرة الصفراء فقد ازدادت نسبة الانبات فضلاً عن زيادة في طول النبات وعند الاوراق مقارنة مع مجموعة السيطرة ولغرض الزيادة في التطبيق فقد تم تصنيع المنظومات المغناطيسية التالية وحسب مجال عملها.
*منظومة مغناطيسية قابلة للتعقيم وهي تتألف من طبقتين اساسيتين مدعمة بروابط سلكونية داخلية وتستخدم في مجال التطبيق البيولوجي التعقيم (قتل البكتريا والاحياء المجهرية الاخرى) او (رفع كفاءة عمل تلك الاحياء الى الحدود الطبيعية مع قصر زمن المعاملة) ويمكن تعقيم هذه المنظومة في اجهزة التعقيم الاعتيادية اي يمكنها تحمل حرارة قدرها 121 مْ وضغط 1,5 بار في حين ان المنظومات الدائمية لايمكن تعقيمها في مثل هذه الظروف لكونها تؤثر على المغناطيسية وعلى القطع المكونة لها .
منظومة مغناطيسية لمنع تكون التكلسات وتستخدم هذه المنظومة في عدة اتجاهات ومنها منع تكون التكلسات في السخانات والمراجل البخارية والاخرى لمعالجة مياه الصرف الصحي.
*منظومة مغناطيسية بشكل (cup shape) وهي منظمومة خاصة تستخدم لرفع الكفاءة التناسلية في الاغنام والماعز وقد صنعت خصيصاً لهذا العمل وحسب متطلبات البحث العلمي منظومة مغناطيسية للاغراض الزراعية وهي حقلية تقع بطول 1,5 م وتستخدم في الحقل وتعتبر هذه المنظومة من اكبر المنظومات التي صنعت حتى الان وتستخدم في الحقول الزراعية وذلك لكفاءتها العالية في تدفق وانسيابية المياه وبما يتلاءم مع مساحة الحقل وبالامكان استخدامها لتجهيز المياه الممغنطة للحيوانات الزراعية ايضاً.
*منظومة مغناطيسية خاصة لدراسة انعزال الكروموسومات في الخلايا السرطانية حيث اظهرت النتائج الاولية من قبل مركز مابين النهرين لبحوث السرطان (باستخدام شدة نصف كاوز) امكانية استخدام المجال المغناطيسي في عملية انتشار الكروموسومات بشكل واضح لغرض اجراء الاختبارات الوراثية عليه ويمكن تعقيم المنظومة في جهاز المؤحدة.
تم تصميم منظومة مغناطيسية لمغنطة البذور وزراعتها والتي اكدت جميع البحوث اهمية هذا الموضوع وتم حل معضلة انبعاث الحرارة نتيجة تشغيل الملف واتلاف البذور وذلك بتصميم نظام خارجي قادر على تبريد المنظومة دون الضرر بها ،ولغرض دراسة الجوانب السلبية والايجابية للمجال المغناطيسي تم التخطيط لاجراء تجارب على الفئران وأجنة الدجاج من حيث السمية الوراثية وذلك بالتنسيق والتشاور مع باحثين من دائرة البحوث الزراعية والبايولوجية .
علماء العراق
ما ابرز طموحاتكم واهدافكم وهل هناك افاق للتطور في هذا المجال؟
ـ طموحنا ان نركز على استصلاح الاراضي الزراعية وخصوصاً المالحة والصحراوية في العراق ويعتبر التركيز على هذا الجانب مهماً لزيادة الانتاج الزراعي والحيواني ونطمح ان نستخدم هذه الثقافة في العراق لرفع كفاءة المنظومات العاملة حالياً وخاصة الموجودة في مياه الصرف الصحي لانها قد اثبتت جدواها، وامكانية استخدامها كمادة معقمة بدل الكلور واثاره الجانبية وكذلك في انتاج مياه صالحة للشرب بدون استخدام الكلور الذي يسبب مشاكل لجسم الانسان واعتقد ان مادة الكلور مادة معروفة في مكوناتها المعقدة ويمكن ان تكون مركبات سرطانية ومؤثرة في الجسم وخاصة اذا بلغ وجودها في المياه من جزءين الى ثلاثة اجزاء بالمليون كذلك نتمنى ان ندخل هذه الثقافة بصورة موسعة في تصنيع الاجهزة بدل ان نستورد من الخارج مواد من اي دولة اخرى وان يفكر العلماء الموجودون في العراق بتصنيع مثل هذه المنظومات وخاصة الاجهزة المغناطيسية وهي ليست بعيدة عنهم ولاتكاد تكاليفها تكون باهظة الثمن انما هي تكاليف جداً بسيطة لانها عبارة عن مغانط بسيطة تصنع بطريقة الضغط والتسخين البسيط اضافة الى ان هذه المواد موجودة في شمال العراق وفي الجبال تحديداً لانها تحتوي على مواد مغناطيسية ومعروف هذا حتى من قبل دول العالم اجمع.
اما عن آفاق التطور فنحن الآن بصدد زراعـة ارض محدودة بدوـنم او دونمـن لدراسـة المياة المغناطيسية مقابل الميلاه الاعتيادية ودراسة تأثيرها واستخدامها في حقـول الدواجن من خـلال ارواء الدجاج بالمياه المغناطيسية.