Admin المدير العام للموقع
Posts : 159 reputation : 3 Location : 10/01/2011
| موضوع: كلمة حق ....عن الحياء 2011-09-29, 21:18 | |
| فها هو فضيلة الدكتور/ محمد سيد أحمد المسير .. الأستاذ بجامعة الأزهر رحمه الله قبل وفاته بسته أشهر .. يوفقه الله بأن يعلن عن قيام حملة لنشر الحياء بالشارع المصري . وحق للشيخ أن يفعل ذلك .. وواجب علي كل غيور علي دينه أن يجعل ذلك الأمر همه .. فما ظهر في أيامنا هذه يوجب الأمر ويلزمه. وإليك بعض صور الخروج عن الحياء التي نود أن تختفي بالكلية . تدخين البنات للشيشة . تخاطب الشباب علي الانترنت .. والمكالمات المحرمة شرعاً . معاكسة البنات في الشوارع . الديسكو .. وحفلات الرقص . خروج النساء كاسيات عاريات مائلات مميلات . انتشار الصور العارية علي الموبايلات . فما أجمل هذه الحملة عندما يحملها رجال عظام من دعاة الإسلام .. ورحم الله الشيخ المسير رحمة واسعة . فللوالد والولد في حملة الدكتور المسير دور كبير. وللدعاة دور أكبر في نشر الحياء. وللمربين والمدرسين دور فعال وبناء في أن تنتهي هذه الصور الخارجة عن الحياء. ولكن ما هو الحياء .. وما هي حقيقته ؟ روي الترمذي في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه.. أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: " استحيوا من الله حق الحياء. قالوا: إنا نستحي من الله.. والحمد لله قال : ليس ذاك .. من استحيا من الله حق الحياء.. فليحفظ الرأس وما وعي.. وليحفظ البطن وما حوي.. وليذكر الموت والبلي.. ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا.. من فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء" إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستح فاصنع ما تشاء فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقي العود ما بقي اللحاء فهذا قبس من أقباس النبوة .. وشعلة من شعل الإيمان يرشدنا إليها نبي الهدي والرحمة.. لتكون لنا نبراسا في هذه الحياة.. يضئ لنا الطريق ويأخذ بأيدينا إلي مدارج العز والسعادة . فبالحياء تسود الأمم .. وبالحياء تقود ولا تقاد. فالحياء هو انقياد النفس عن إتيان أمر مخافة الذم .. وهو نوعان: ممدوح: وهو أن يترك القبيح حياء من الله . مذموم: وهو أن يترك المطالبة بالحقوق الخاصة به .. أو يترك السؤال في أمور دينه. ففي حديث عائشة: " رحم الله نساء الأنصار ما منعهن الحياء أن يتفقهن في الدين" فالرسول صلوات ربي وسلامة عليه يدعو الأمة جمعاء في هذا القبس إلي التخلق بخلق الحياء الكريم .. ويرشدنا إلي حقيقة معني الحياء. الحياء الذي يرضاه الله سبحانه ويريده لعباده . الحياء الصادق الذي يعصم صاحبه من الزلل والانحراف ويجنبه من التردي في مهاوي الزيغ والضلال .. فيقول صلي الله عليه وسلم " استحيوا من الله حق الحياء " استحيوا: فعل أمر يفيد الوجوب . ومعني " استحيوا من الله حق الحياء" .. ليس المقصود هو التظاهر بالحياء.. أو الحياء المتعارف بين الناس.. بل الغرض أن يعرف المؤمن الحياء "حقيقة" وهو المنبعث من جوهر الإيمان . فالحياء الحقيقي: هو الذي يسمو بصاحبه نحو الكمال .. ويرتفع به عن حضيض المعاصي التي انغمس فيها كثير من الناس .. حيث صاروا تبعا ً لأهوائهم وشهواتهم .. ولم يصونوا جوارحهم وأعضاءهم . فالحياء الحقيقي هو: أن تحفظ الرأس وما وعي.. والبطن وما حوي.. وأن تذكر الموت والبلي.. وهذه من جوامع الكلم لرسول الله.. وقد جمع فأوعي . وبها تصح البداية وتصح النهاية.. وبها تستقيم الطريق .. وبها الفلاح والصلاح دنيا وآخرة . " إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً " ويقول صلي الله عليه وسلم "اضمن لي ما بين لحييك وما بين فخديك.. أضمن لك الجنة" وعلى كل واحد منا أن يسأل نفسه: هل بالفعل حفظ الرأس وما وعى.. والبطن وما حوى.. وذكر الموت والبلى ؟ هل استعمل سمعه وبصره وفؤاده فيما أحل الله وشرع.. أم فيما حرم الله؟ هل ضمن لرسول الله ما بين فخذيه ولحييه .. حتى يضمن له الجنة ؟ وعلى قدر حفظك لما أمر به رسول الله أن يحفظ.. يكون حياؤك من الله. وعلى قدر ضمانك لرسول الله ما بين فخذيك ولحييك.. يكون ضمان رسول الله بالجنة. وهنا سؤال لابد من الوقوف عنده . هل الحياء صفة يولد بها الإنسان.. أم أنه يمكن أن يكتسبها ؟ كلنا يولد علي الفطرة.. ومع ذلك يقول صلي الله عليه وسلم " إنما العلم بالتعلم .. وإنما الحلم بالتحلم" وكأنه صلي الله عليه وسلم يشير في هذا الحديث أنه ليس هناك خلق لا يمكنك اكتسابه.. فإذا تصبرت تتعلم الصبر .. وبالتدريب تكون صادقا ً.. وبالتدريب تكون حييا ً.. وبالتدريب تكتسب ما تريد اكتسابه من الصفات الحميدة . أيها الأحبة: الحياء والإيمان قرنا جميعا ً.. إذا رفع أحدهم رفع الآخر "والحياء شعبة من الإيمان" . الحياء خير كله .. الحياء لا يأتي إلا بخير . لكل دين خلق.. وخلق الإسلام الحياء . " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستح فافعل ما شئت" . وكان نبيكم صلي الله عليه وسلم كما يروي البخاري ومسلم " أشد حياء من العذراء في خدرها" فلذا تخلق بالحياء .. فالحياء خير كله . فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقي العود ما بقي اللحاء فلنسعى جاهدين لنشر خلق الحياء ما استط عنا إلى ذلك سبيلا ً . | |
|